شركة رمزي العقارية

دعنا نتواصل لنساعدك!

باختيار أنسب عقار

شركة رمزي العقارية

بـ"بالزينة والمدفع والمسحراتي" مظاهر استقبال رمضان في تركيا

بـ"بالزينة والمدفع والمسحراتي" مظاهر استقبال رمضان في تركيا

"سلطان االشهور" بهذا الاسم يستقبل الأتراك شهر رمضان المعظم، حيث يحظى الشهر بمكانة كبيرة لدى الأتراك، وتنفرد تركيا ببعض العادات والتقاليد في شهر رمضان، ويتم الاحتفاء به من خلال المظاهر الرمضانية التراثية التي يقوم بها الأتراك تبجيلًا واحتفالًا بقدوم هذا الشهر، ينعكس هذا الاحتفال في شكل الشوارع وتزيين المساجد وغيرها من مظاهر استقبال الشهر الكريم، وكغيرهم من الشعوب الإسلامية هناك طقوس وعادات متعلقة بشهر رمضان دونًا عن بقية الأشهر، منها ما يتعلق بالأكلات والأطعمة والمشروبات، كذلك العبادات المتعلقة بشهر رمضان كصلاة التراويح وقيام الليل وقراءة القرآن وصلاة التهجد وغيرها من العبادات المرتبطة بهذا الشهر.

1- مظاهر الاستقبال

تزيين المساجد: يستقبل الأتراك شهر رمضان بالزغاريد فرحًا بقدوم الشهر، ويبدأ الأتراك بتزيين المساجد بالإضاءات واللافتات التي تحمل عبارات دينية مختلفة ترحيبا بشهر رمضان الكريم، وتسمى هذه العادة باسم "زينة المحيا" وهو إنارة مآذن المساجد في ليل رمضان، وهو تقليد متأصلة في الثقافة التركية والمتوارثة منذ 450 سنة، وكذلك تزيين بعض المنازل والشوارع والأزقة.

موائد الرحمن: تبدأ العديد من البلديات في تركيا بإقامة الخيام الرمضانية في الميادين، إذ تنتشر موائد الإفطار في الأماكن العامة لتقديم الطعام المجاني لكل من يدركه وقت الإفطار خارج منزله، كما تقوم العديد من الجمعيات الخيرية بإعداد الموائد المجانية داخل الشوادر، وتعد بلديتي إسطنبول وأنقرة أولى البلديات التركية التي تقدم طعام الإفطار للصائمين في الشوارع والميادين العامة.

كما يتسابق رجال الأعمال والأثرياء في تركيا خلال الشهر الفضيل في إقامة تلك الموائد زكاة عن أموالهم وتجاراتهم والتماسًا للأجر في هذا الشهر الكريم، وإلى جانب موائد الرحمن يقام خيام توزيع الإفطار الخيري التي تقدم آلاف وجبات الإفطار اليومي للفقراء.

وكغيرها من الدول الإسلامية تعج الشوارع بحركة المارة الذين يتسابقون لشراء مستلزمات رمضان لإعداد الولائم للأقارب والأصدقاء، فتجد الأسواق مثل السوق المصري وسوق العطارين في إسطنبول وقد دبت فيهم الحياة حيث يشتري الأتراك من هناك الحلويات والأكلات التقليدية التي تقدم على موائد الإفطار، إذ يباع فيه الزيتون والجبن والبسطرمة والتمر وهي المواد الغذائية التي يتناولها الأتراك عند الإفطار.

2- أكلات ومشروبات رمضانية عند الأتراك

تقوم المخابز بإنتاج عيش البيدا وهو نوع من أنواع الخبز يتم إنتاجه خصيصًا في شهر رمضان، وتقدمه إما باللحم أوالجبن أوالبيض، وهو من الأصناف الأساسية على مائدة الأتراك في رمضان، كما تنتشر البسطات التي تبيع الأجبان والزبدة وقشدة الحليب الطازجة والمخللات ومربيات الفواكه المختلفة والحلويات المجففة والتمور والمكسرات كالجوز والفستق.

وتزخر مائدة الأتراك في رمضان بالعديد من المقبلات التي توضع على كل مائدة طوال الشهر الفضيل، إذ يبدأ الأتراك إفطارهم بتناول التمر أو الزيتون فيما يبقى طبق الشوربة الساخنة من الأطعمة الأساسية في المائدة التركية. 

أما الحلويات فيعد "الجلاش" على قائمة الحلويات الرمضانية، ويعدّ إما بالحليب ويتم تزيينه بالفواكه والمكسرات، كما يقبل الناس في رمضان على شراء العوامة، والقظائف وحلوى عاشوراء والمهلبية والبقلاوة التركية والحلقوم، وغيرها من الحلويات التي لا تزال حاضرة في رمضان، كذلك تعد الكنافة والبقلاوة من أكثر الحلويات الأساسية التي يقبل عليها الأتراك في شهر رمضان المبارك.

أما المشروبات فيتربع التوت الأسود "كارا تود" على رأس قائمة المشروبات التركية في رمضان، وهو يصنع من مكونات طبيعية بنسبة 95%، يتم جلبها من الأناضول ومن ولاية هاتاي بالتحديد لتصفى وتعصر أمام عيون الصائمين.

كما يقدم الأتراك المشروب العثماني أو "أوثمانلي شربتلي"، وهو مزيج من المكونات أهمها القرنفل والتوت البري والعنب والتمر وعرق السوس والليمون.

كما يقدمون مشروبات التمر هندي وشراب الورد وزهر الخزامى والكوش بورنو (شراب منقار الطائر) الذي يشبه الكركديه، فيما يحظى العيران (شراب اللبن) بمكانة كبيرة على المائدة التركية في رمضان كما في بقية الأيام.

أما في السحور فيتناول الأتراك وجبةً ثقيلة ليتمكّنوا من قضاء النهار صائمين، وتكون القشطة عادة جزءًا أساسيًا من وجباتهم، فضلًا عن المكرونة مع الجبن والبيض، والنقانق التركي، والدجاج إلى جانب الشاي الذي يجهز مع كل وجبة.

3- المسحراتي

واحدة من علامات رمضان المميزة في تركيا، "الدابوجو" أو المسحراتي والذي يجوب الشوارع والحارات والأزقة من بعد منتصف الليل حتى قبيل الفجر يوميًا، مرتديًا زيًّا خاص به وهو يغنّي ويقرع الطبل لإيقاظ السكّان، ويظل ينادي ليستيقظ الناس لتناول السحور

يرجع هذا التقليد إلى العصر العثماني، وما يميزه أيضًا خروج الأطفال والاحتفال وراء المسحراتي ويصفقون على إيقاع الطبل، ورغم أنّ هذه الظاهرة أصبحت مقتصرة على المناطق القديمة في إسطنبول وكذلك في المناطق الريفية والمدن الأخرى في تركيا، وذلك لوجود المنبه وإمساكية رمضان التي تبيّن مواعيد السحور والإفطار، إلّا أنّها لا تزال موجودة كواحدة من العادات المتوارثة من الثقافة التركية.

4- مدفع رمضان

في تركيا لا يؤذن للمغرب قبل انطلاق مدافع الإفطار، وهو تقليد عثماني متبع في تركيا للإعلان عن مواعيد الإفطار والإمساك ويتم إطلاق المدفع في أكثر من ميدان في المدن التركية.

5-  قراءة القرآن وصلاة التراويح

صلاة التراويح أحد أهم العبادات والتي تقام عقب صلاة العشاء، ويحافظ أئمة المساجد في تركيا على أداء 20 ركعة من التراويح في كل ليلة، كذلك قراءة القرآن أو ما يعرف بختمة "المقابلة"، وهي تقليد عثماني موروث حيث يقوم القراء ذوو الأصوات الجميلة بتلاوة جزء من القرآن الكريم يوميا في المساجد في نهار رمضان جهرًا، ويتابع المصلون في المسجد تلاوتهم سرا في المصحف، وبذلك يختم صاحب التلاوة وكل من يستمع إليه القرآن الكريم كاملا في نهاية الشهر.

كذلك يكثر الأتراك من الإنفاق على الفقراء والصدقات، ويحرصون على الصلاة على النبي محمد )صلى الله عليه وسلم) في مختلف الأوقات وبين الصلوات.

يعد زيارة مسجد "الخرقة الشريفة" من العادات الشهيرة الأخرى عند الأتراك في رمضان، إذ يحرص الرجال والسيدات في كل أنحاء تركيا بزيارة جامع الخرقة الشريفة بحي الفاتح بإسطنبول؛ لمشاهدة الخرقة النبوية الشريفة، وقد نقلها السلطان سليم من الحجاز لإسطنبول أثناء حكمه للدولة العثمانية، وهذه الخرقة محفوظة في جامع يحمل نفس الاسم منذ تأسيسه عام 1853 ميلاديًا، حيث سمح السلطان عبد الحميد الثاني بفتح صندوق الخرقة الشريفة لعرضها على المواطنين في شهر رمضان.

6- الزيارات العائلية

يعد تبادل الزيارات بين العائلات خلال شهر رمضان جزءا من الثقافة التركية، ويتم فيه أيضًا تبادل أطباق الطعام فيما بين الجيران لتقوية وتعزيز العلاقات الاجتماعية ولخلق جوا من الود والألفة والمحبة بين أفراد الأسرة الواحدة، وبين أفراد المجتمع التركي.