هل سيكون لقطاع العملات الرقمية في تركيا مكاناً ب٢٠٢٢ ؟

هل سيكون هناك مكان للعملات الرقمية في تركيا عن قريب؟

في ظل الاهتمام المبالغ فيه بخصوص العملات الرقمية حول العالم وبالنظر الى مدى أهميتها تبعاً لحجم التداول فيها من قبل البشرية بمختلف أعراقها وأجناسها وفئاتها العمرية وكونها صيحة تلقى شهرة ورواجاً لا يقل أهمية عن غيرها اعتزمت تركيا تأسيس قطاعها الخاص بالعملات الرقمية ليكون هناك ما يسمى بالعملات الرقمية في تركيا وذلك قبل نهاية 2022 عن طريق حزم الإصلاح الاقتصادية التي أعلن عنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في بداية العام.

العملات الرقمية في تركيا ، ماهي نظرة الحكومة للموضوع؟

بحسب معلومات تم تناقلها مؤخراً عن طريق الموقع الرسمي لوكالة الأناضول التركية، فإن الحكومة التركية تعتزم وضع جدول زمني ينص على أنهاء تأسيس قطاع العملات الرقمية في تركيا قبل نهاية العام الحالي أو في بدايات العام 2022 على أبعد تقدير.

كما أن الجهات المسؤولة عن المشاركة في تأسيس هذا القطاع ستكون كلاً من:

• البنك المركزية للجمهورية التركية
• مكتب الرئاسة المالي
• وغيرها من المؤسسات المحلية المسؤولة

بدوره مدير مركز تطبيقات أبحاث نظام العملات الرقمية في جامعة بهشا شهير إسطنبول"بورا إرديمار" قال لوكالة الأناضول أن مشروع العملات الرقمية في تركيا لا يقل أهمية عن غيره من مشاريع التوسع والتطوير بل أنه بوابة تركيا للحرية المالية والاستقرار المادي لدولتنا.

كذلك أكد المحاضر المساعد في كلية الأعمال المالية والمصرفية في جامعة إسطنبول التجارية " آي بين كوي" أن مشاريع العملة الرقمية تلاقي رواجاً وزخماً في السنوات القليلة المنصرمة.

وأردف قائلاً؛ لم يكن التداول بالعملات الرقمية سابقاً بهذه السهولة وكان هناك العديد من القيود المفروضة على هذه العملات الإلكترونية المشفرة، بينما أصبحت اليوم كبرى بنوك العالم تستخدم هذه الاستراتيجية للنهوض بالاقتصاد وتقويته.

وقد أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في شهر آذار الماضي أن بلاده تعتزم حزماً جديدة من الإصلاحات الاقتصادية، وعلى ما يبدو أن هدفها الرئيسي هو التركيز على المجال المادي وتقويمه في إطار الاستقرار الكامل للاقتصاد التركي.

العملات الرقمية ... صيحة مؤقتة أم منفعة طويلة المدى؟

من خلال العديد من اللقاءات مع خبراء العملات الرقمية والمهتمين بمجال العملات المشفرة وتداول العملات عن طريق الـ Forex نجد أن هناك إجماعاً كبيراً حول خطورة الاستثمار في هذه العملات فهي تشهد انخفاضا وارتفاعاً وتستمر بالتأرجح، تارة ترتفع وتارة تنخفض وهو ما يجعلها أحد الطرق الاستثمارية الأكثر خطورة، تلك التي لا يُنصح بها الى من قبل من خاضوا في دهاليزها دون الإلمام بتبعات الاستثمار فيها، والتي من الممكن أن تكون رابحة بنسبة كبيرة ولكن نسبة الخسارة فيها ليست بقليلة كذلك، حيث يترتب عليك العبور بالعديد من المخاطر أثناء الاستثمار بها، أبرزها:

• مخاطر الأمن السيبراني
• خطر المعاملات
• مخاطر محتملة من المنصات التي تتداول عن طريقها
• انعدام الثقة
• انفلات القيود والرقابة القانونية
• وغيرها ...

ماهي الاستثمارات الآمنة بدلاً عن العملات الرقمية؟

الاستثمار بحر عميق بين موجاته العديد من الخيارات المختلفة وكلما اخترت التعمق فيه حاوطتك أمواج المخاطر لذا يمكنك وضع هدفك بعيداً عن تلك الأمواج وذلك من خلال اختيار الطرق الآمنة للاستثمار والتي عهدنها منذ عقود طويلة وما زالت استثمارات رابحة ومنطقية للغاية.

الاستثمار العقاري:

يعتبر الاستثمار العقاري واحداً من الاستثمارات الأكثر أماناً في العالم، أن لم يكن أأمن استثمار على الإطلاق، فكما كان يقول الرئيس الأمريكي الراحل "فرنكلين روزفلت "لا يمكن خسارة العقار أو سرقته ولا حمله بعيداً، يُشترى ببساطة ويدفع ثمنه كاملاً ويُدار بالقليل من العناية، هو أكثر الاستثمارات أمناً في العالم".

كما لا يختلف المستثمرون حول العالم على أهمية العقارات، فسواء كنت من المستثمرين النشطين وأصحاب رؤوس الأموال أم لا، فلا بد أنك قمت بشراء عقار أو أنك تفكر في ذلك، فالحاجة للمسكن والمكتب ليست وليدة الساعة بل هي قائمة على الدوام وفي كل مكان.

وهو ما يزيد من الطلب على المساكن في مختلف دول العالم وخاصة العقارات في المدن العالمية كهونغ كونغ وعقارات نيويورك وعقارات إسطنبول ودُبي وغيرها وبالتالي يرفع من أسعار العقارات العالميةويجعلها استثماراً مجدياً للغاية.

الاستثمار بالذهب:

الذهب سيد المعادن النفيسة وأجملها، لطالما كان ضمن إطار المنافسة عند الحديث على تحقيق الأرباح والمكاسب المالية، فهو معدن جميل ونادر وثمين، في جميع الأوقات وبين جميع الشعوب كان الذهب ذو قيمة واحدة تقريباً، كما يلعب دوراً كبيراً اليوم في ساحة الاستثمارات العالمية ويتخذه الكثير من المستثمرون كبطاقة استثمارية كاسبة وإن لم تكسب فهي تصون لك رأٍس مالك ولا تنقصه شيئا. وفي هذه الحال قد يدعوك التفكير للمقارنة بالاستثمار بين الذهب والعقاروالاختيار بينهما بعيداً عن العملات الرقمية.

استثمارات أخرى:

في الحقيقة هناك العديد من الاستثمارات الرائجة وذات مخاطر أقل من الاستثمار في العملات الرقمية في تركيا أو في خارج تركيا، وهذا يعود الى طبيعة وخواص المدينة التي تستثمر فيها، على سبيل المثال إذا كنا سنتحدث عن الاستثمار في إسطنبولفيمكننا ذكر كل من:

• الاستثمار الصناعي 
• الاستثمارات الخدمية 
• الاستثمار الزراعي والغذائي
• وغيرها ...

لماذا تؤسس الحكومة التركية قطاع خاص بـ العملات الرقمية في تركيا؟

إذا كان الاستثمار بالعملات الرقمية استثماراً مرتفع المخاطر فلماذا تؤسس تركيا قطاعاً خاصاً له بينما هي غنية بالقطاعات الاستثمارية الأخرى؟

هنا يمكننا الإجابة بالتالي: الاستثمار بالعملات الرقمية على مستوى الأفراد أمر مختلف تماماً عن إنشاء الحكومات لهذه القطاعات بهدف تصحيح الاقتصاد والحصول على الحرية المالية، كذلك ومن المتوقع أن يصبح هناك تبادل واعتراف رسمي قريباً بهذه العملات في تركيا واعتمادها في البنوك والمصارف الآلية وربما شراء العقارات عن طريقها في المستقبل، ولهذا ينبغي لتركيا أن تكون على استعداد لتلك اللحظة.

تحرير : رمزي للإستثمار والتسويق العقاري ©
المصادر:

وكالة الأناضول

الجزيرة